مشروع المسرح ومنظومة قيم الأنسنة في الشرق الأوسط
القسم العام
توطئة:
سبق أن سجلت ظاهرة التعبير الجمالي المسرحي طاقة تكوينية تأسيسية (مدنية) في منطقة الشرق الأوسط بالحضارات السومرية والفرعونية والفينيقية، إذ ارتبط فن المسرح بمجتمع المدينة كما هو معروف بالقراءة العلمية المتخصصة. كما نهض المسرح بعصر النهضة الحديث بدور مميز في ثورة العقل ومنطقه على الأداء التقليدي المريض في مختلف مناحي التعبير الجمالي ومعالجاته المضمونية المختلفة. ويشكل اليوم محورا مهما لترسيخ منظومة قيمية تنتمي لعصرنا وترفض ما تم اجتراره مؤخرا في إطار التراجع في الثقافة الشائعة وخطابها بخلفية تفشي منطق الخرافة بإطار التجهيل وإشاعة الأميتين الأبجدية والمدنية…
إنّ مشروعا إنسانيا يحمل قيم التسامح على سبيل المثال بإطار منطق الأنسنة لوجودنا لا يمكنه إلا أن يعتلي منصة المسرح ويوظفها توظيفا مباشراً في مهمة التغيير واستعادة ثقافة علمانية ديموقراطية تنهض ببناء الإنسان الجديد وعلى مدى عقود تالية تكون حرثاً في الأرض لنبتة إنسانية مختلفة نوعيا عما يسود من عبث ظلامي اليوم.
لقد مرّ المسرح العربي منذ نشأته بمراحل متعددة، وعرف تغيرات كثيرة، فبعد تلك البداية البسيطة التي اعتورتها العيوب في مناحي عدة أصبح المسرح العربي حتى الأمس القريب يمتلك منجزه الخاص وملامحه الخاصة وإضافاته المميزة في ميدانه وفي التأثير إيجابيا في ميادين أخرى متنوعة، بخاصة في أشكال التعبير الجمالي من سينما ودراما تلفزيونية أو غيرهما من استعراضات غنائية درامية الشكل.
وتميّزت مراحله المعاصرة بتعدد الاتجاهات حيث الواقعية والرمزية والعبثية والصوفية وغيرها. ولقد كان لمثل هذه الاتجاهات أثرها الملموس في تنوع المُنجَزالدرامي من جهة وفي طبيعة المتغيرات والتأثيرات في المتلقي وفي الحياة العامة وسياقاتها حتى أن (الأفيهات) باتت تنتشر جماهيريا في ضوء ذياك المنجز بغض النظر عن مستواها وسلامة أدائها.. إلا أننا نحتاج بثبيت تلك الحقيقة المسلمة لكي نؤكد على أهمية تبني مشروع المسرح الشرقأوسطي الجديد ليكون أحد علامات التغيير في صياغة الثقافتين النخبوية والشعبية بمنجز مسرحي مدعوم بكفاية مناسبة لإنجاح هذي الأداة الحيوية ليس في تركيز على مضامينها بجلافة الموضوعات وحواراتها بل بمنح صيغ التعبير الجمالي فرص التأثير وحمل الرسائل بالطريقة المناسبة منهجيا وبغايات مرسومة استراتيجيا لا تتبدى بمنطق شديد الجفاف كما في بعض الخطابات الأخرى غير الخطاب المسرحي وثقافته التعبيرية الجمالية و\أو الفنية.
لقد كان من الطبيعي للمسرحية بأصنافها ومنها المسرحية الاجتماعية، أنْ تدخل في معالجةمثلما كان للمسرحية التاريخية قراءاتها وتأثيرها و تفاصيل اليوم العادي للإنسان، كذلك لصنف المسرحية التحريضية دورهما المحرّك؛ ولم يكن التأثير الذي نتحدث عنه قائما على البعد الموضوعي والمعالجات المضمونية كما أسلفنا بل امتدَّ لتكون التطورات الفنية الجمالية في المسرح أداة لتأثير أعمق اتساعاً وشمولا حيث تطوير الذائقة الشعبية وتفتيح معالم روحية عند الإنسان الشرقأوسطي مستثيرة في الشخصية المحلية بهذا الإقليم قيما حضارية متقدمة راقية…، حتى باتت تُصاغ تلك الذهنية ومنظومة قيمها بمسار واتجاه جديد…
وانطلاقا من هذه الوظيفة والمكانة الحيوية الاستثنائية للمسرح في حياة الشعوب ومن أهمية تفعيل دور المتخصصين ووضعهم أمام مسؤولياتهم التاريخية لبناء شرق أوسط جديد، وجدْتُ أنَّه من المفيد تقديم عدد من التصورات التي كان بعضها جزءاً من مقترحات لم ترَ النور في ظل نظم القمع أو ما ظهر من نظم ظلامية الخلفية باعتمادها منطق الخرافة والتجهيل وتعطيل الحريات ومن ثمّ تشويه الإنسان ووجوده وذهنيته وقيمه الروحية التكوينية.. بخاصة عند طرحي لهذا المشروع في مرحلة سابقة في إطار أطروحة الدكتوراه التي تلخّص جهودا بحثية طويلة؛ ومعروفة معاناة العلم والعلماء بمجابهة سياسة عسكرة الحياة بدلا من رعاية الحياة الإنسانية الطبيعية وتطورها… فيما اليوم أجد نفسي من جديد مقترِحاَ َ تصوراتٍ وأمانٍ قد تكون أساسا لمشروع رعاية جدية لمسرحنا في الشرق الأوسط الجديد بمجموع مكونات المنطقة من مختلف الانتماءات القومية والدينية والفكرية…
أما كيف يمكن تقديم المشروع وما محاور تفعيله وتطبيقه وما مستهدفاته بعيدا عن كل الخطابات الأخرى غير المسرحية مع تكامل معها بصيغ مناسبة للمشروع من جهة وتمنحه دفقا فاعلا بالتعاضد مع حركة النهضة فإنني أضع الأمور مبدئيا بالموجز الآتي من محاور التنفيذ.
لإن مشروع الارتقاء بالمسرح والمسرحية يتطلب تمعنا عميقا وتبصّرا في المتاح الممكن وفي تعظيم منجزه في ضوء الهدف السامي الذي نتجه إليه.
ولقراءة المشروع نستعرض الأقسام الآتية: ـــ
أولا : ما يتعلق بالأبنية ودور المسرح:
عانى المسرحيون طويلا من مشكلة قلة دور العرض المسرحي ومقرات الفرق وأماكن تدريبها .. حتى أنَّ بعضها التجأ لاستخدام الدور الخاصة والشقق الصغيرة وبعض الغرف والدكاكين والزوايا الضيقة منبرا خاصا به فشهدنا على سبيل المثال لا الحصر مسرح الستين كرسي في بغداد بالعراق ومسرح المقهى بالمقابل شهدنا تعطّل مسارح كبيرة ربما تجدون على سبيل المثال تعطل مسرح بغداد لمدد متفاوتة عن العمل بسبب النواقص التي أصابته وهو الآن من الخرائب المهملة مثل عديد من المسارح المهمة في بلدان المنطقة التي تعاني من حروب وضوائق ومشكلات متنوعة جمة لعل الخطر لم ينَلْ من الأبنية حسب بل نال من الإنسان وتوجهاته وخياراته وأولويات تفاصيل يومه العادي..
وفي ضوء ذلك فإنَّ عملية إعادة السلام لإطلاق عملية إعادة إعمار شاملة باتت مهمة ذات أولوية لكن مجتمعات المنطقة التي أصاب أوضاعها الروحية القيمية الخراب وباتت كالأرض اليباب هي أولا وقبل كل شيء بحاجة لإعادة ترميم وبناء في منظومتها الروحية القيمية، في ثقافتها ومنطقها واستعادة انتمائها فعليا لمنطق العصر وحداثة خطابابته الثقافية التعبيرية. وعلى سبيل المثال فإن التناحرات المفتعلة وبعبع العداء والتخندقات التي ألغت فرص التسامح والتعايش السلمي بين شعوب المنطقة بل بين أبناء الشعب الواحد هي حال من التشرذم المأساوي الكارثي الذي يبقى بحاجة لإصلاح بنيوي جوهري وباتجاه جديد تمام عما يتفشى اليوم.
هي المِعْلَم الذي يمكن لانتصابه أن يكون فرصة تأثير على الذهنية ومنطق العقل وطابع الثقافة أفقية عمودية وهويتها وعلاقتها بمنطق السلام طريقا للعيش بيين شعوب ومجموعات ودول المنطقة..
إن أبنية مسارحنا العتيقة بحاجة إلى ترميم الموجود وتطويره ورفده بالتقنيات المطلوبة فيما تفعيل الدور يتطلب تبني مشروع بناء مسارح مناسبة في مختلف بقاع بلداننا والاهتمام الجدي بها؛ بالتحديد في استنطاق التراث الحضاري للمنطق والعالم وإشادة بيت أكيتو نموذجا للمسرح السومري والمسارح الفرعونية البيزنطية والفينيقية وغيرها لمنح دلالة أكثر سلطة تأثير في الذهنية الشعبية..
على أنَّ فناناتنا وفنانينا بقدراتهم الكبيرة والعريقة يستحقون أيضا التطلع لبناء دار للأوبرا ومسرح كبير يليق بهن وبهم ويكون بشكل يعيد بطرازه بناء النموذج الذي يمثل المسرح التاريخي الأول لكل شعب وبلد ومجموعة قومية أو دينية وسجل إبداعاتها وأدوارها.. ولعل مثل هذا المشروع يمكن أنْ يكون جزءا من مشروع سياحي يجتذب مساهمات أممية دولية ويمكن تفصيلا وفي إطار عرض المشروع الإشارة إلى جغرافيا إعمار منطقة أثرية تاريخية بأي من بلدان الشرق الأوسط مع انتباه على توليفة تناظرية توحد تلك الشعوب إنسانية وبعيدا عن العنصرية والشوفينية وعن أي شكل للإقصاء وإلغاء الآخر كما جرى ويجري..
وسيكون لهذا مهمة نوعية مركبة في بعث ثقافة السلام والتعايش بين أبناء المنطقة جميعا وباستكمال عرض محاور المشروع سيتضح الفعل النوعي بمنطقة ضمت أقدم مدن الحضارة الإنسانية ما يمكن عبر تفعيل التوأمة (المسرحية) أن تؤسس لتوأمة ثقافة الأنسنة هنا بنمطها الجديد. فهل سيكون لهذا المشروع حياة؟! إنَّه يعتمد على عوامل عديدة منها بالتأكيد إصرار أصحاب الشأن عليه ووجود من يتبنى دعم فرص تنفيذ رسومات التخطيط الهندسية المعجونة بخطاب ثقافة مقصود في مدياته البعيدة!
ثانيا : الكليات والمعاهد التخصصية بإطار الدراسات الجامعية :
منذ أربعينات القرن الماضي كان لدول المنطقة وسائل الدراسة والبحث العلمي في مجال المسرح.. وتطور الأمر كثيرا فيما بعد. اليوم لابد من القول: إنَّ جميع الثغرات التي مرَّت على المعاهد الدراسية لابد لها أنْ تُعالَج وتنتهي. لذا فنحن أمام عملية تطوير المناهج وتغييرها بما يتفاعل مع التطورات الجدية عالميا.. وتعزيز الكوادر التعليمية العالية وتأهيلها ورفدها بالمصادر والأدوات التي تحتاجها في عملها. من هنا فإنَّ أكاديميات الفنون تحتاج إلى دعم وتطوير جديين على كثير من الصُعُد ومثلها معاهد الفنون فضلا عن ضرورات الاتساع في الظرف المناسب بهذه الكليات والمعاهد بما يغطي حاجة البلدان ومحافظاتها وأقاليمها كافة. ومن أجل تبني الجداول الدراسية الحديثة لهذه المؤسسات العلمية بصورة مختلفة ينبغي أنْ يتضمن الموضوع من يدعم فرص دعوات لمحاضرين ولأساتذة زائرين من مختلف بلدان العالم مع تعزيز ظاهرة تبادل خبراء التخصص في مهام تنويرية مرسومة الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية التي تتناسب وغشاعة خطاب التعايش السلمي وتمكين ثقافة التسامح وإنهاء ثقافة الانتقام والاحتراب والثأر.. وهذا سيوفر قاعدة يقينية راسخة لعوامل الاحتكاك المعرفي الفني عبر مختلف الوسائل المتاحة ..
ولاستكمال معالم أو محاور تفعيل الدور المسرحي ولتطوير المخرجات ينبغي النظر في التصورات المتنوعة الملخصة في النقطة التالي منها…
ثالثا: تصورات واقتراحات متنوعة :
لقد سبق لي أن أوردت هذه المعالجات في أطروحة الدكتوراه قبل ربع ثلاثة عقود ولكن تحديثها يمنحها اشتغالا أكثر تلاؤم ونضج في تناول واقع المنطقة بصورة مباشرة حية وحيوية.
وعليه تُعدُّ هذه المقترحات نتيجة طبيعية لتعرّف صاحب هذه القراءة إلى ظروف المسرح العربي ومعايشته المباشرة لمساره التاريخي عبر دراساته الأكاديمية بخاصة منه النصّ الدرامي الذي تخصص فيه, ومن ثمَّ ينبغي أن أؤشر أيضا تعرف صاحب الدراسة عن كثب إلى ما جابه المسرح والمسرحيين في الشرق الأوسط من مصاعب وعقبات تلك المصاعب التي لا يمكن التغلب عليها من دون تضافر الجهود الجماعية الاستثنائية ومن دون توفير الفرص الموضوعية الكافية لانطلاقة نوعية جديدة في مسرحنا. مع الالتفات بوضوح إلى أن القضية تظل أبعد من ممارسة مهمة وظيفية في إطار التخصص لتدخل من بوابة هي الأوسع والأشمل لقضية أو إشكالية حضارية تتعلق بمنطق الثقافة السائدة ومنهج تمريرها أو معالجتها ومن أجل تحقيق هذا التطور وُضِعَتْ هذه التصورات والاقتراحات في تفاصيل المشروع النهضوي للارتقاء بالمسرح الشرق الأوسطي مذكرا هنا أن هذا المشروع يحمل رسائل ثقافة مدنية متقدمة برؤية فكرية فلسفية تنويرية في زمن ادلهمّت فضاءاته وأجواؤه بظلامييات وبتراجعات في الثقافتين الشعبية والنخبوية ومن أجل ذلك تتفرع مستويات المشروع المسرحي بمساحة فضاء جغرافيا شعوب الشرق الأوسط كافة وعموديا في أطر رأسية لمساهمة الطبقة الوسطى بالخصوص من أعلام الفن المسرحي ومن أكاديميين بمناحي المسرح كافة…
على أن مما يسند اشتغالنا البحث في ميادين بلدان المنطقة بالأفعال والأدوات الآتية:ـ
1 ـ طبع النصوص الدرامية ونشرها: ويبدأ الأمر في إطار عمل سلاسل منها؛ سلسلة لنشر النصوص الحديثة، وسلسلة إحياء التراث الدرامي، وسلسلة الروائع أو النصوص المتميّزة، وسلسلة مسرحية الفصل الواحد ولكننا بجميع الأحوال ننتقي ما يتفق ونشر خطاب التنوير والأنسنة ومنظومة قيم مخرجاتها ستكون في أفق مستقبلي مدروس…
2 ـ التوثيق والأرشفة: لقد أصبحت عملية التوثيق والفهرسة ضرورة، من دونها، ستظل الدراسات والبحوث تراوح في مكانها وتجابه مصاعب جمة بخاصة عندما يعمل كل باحث بمعزل عن الآخرين، بسبب افتقار المكتبة إلى وجود ما يشير إلى البحوث وإلى النصوص.. وفضلا عن ذلك فنحن بحاجة إلى مركز وطني قومي شرق أوسطي للتوثيق ولحفظ النصوص يمتلك الإمكانات الكافية لدعم جهود الباحثين. وإلا فإنّه في حالة عدم فتحه لجهود البحث والدراسة سيبقى محض متحف لعرض قليل من نماذج الماضي. علىهو ما ينجح أن إيجاد مثل هذا المركز برسم تصوره التأسيسي وما يراد في المستقبل القريب والبعيد به أداة موضوعية بإطار المشروع.
3 ـ إدخال درس (المسرحية) في مناهج كليات الآداب أسوة بما يحظى به الشعر والقصة من اهتمام في هذه المناهج على أنْ تُمنَح الفرصة الكافية لهذا الدرس، كأنْ تُدرَس البنية المسرحية في السنة الأولى والمسرحية العالمية والعربية في السنتين الثانية والثالثة والمسرحية الشرق أوسطية في السنة الرابعة والقصد من تأخير دراسة المسرحية الشرق أوسطية هو من أجل توفير فرصة لعدّ السنة الأخيرة سنة مشروع كتابة النصّ. إن هذا يكسر تلك النمطية التقليدية الفجة المتعارضة ودمج الجامعة ومشروعاتها بحياة الإنسان وثقافته وبمنطق المجتمع وما يدور فيه من تفاعلات بنيوية. (تفاصيل أخرى*)
4 ـ إقامة مسابقات خاصة بكتابة النصوص ودعم الفائز منها بالنشر والعرض بالتركيز على موضوعات وثقافة تنويرية تحمل منظومة قيمية ترتبط بفعاليات جماهيرية من قبيل الكرنفالات التي تحيي حراكا جماهيريا شعبيا أسمى في خطابه وفيما يتناول.
5 ـ إقامة دورات الكتابة الدرامية والنقد المتخصص بإشراف كليتي الآداب والفنون. ويُقبَل في هذه الدورات كتّاب المسرحية ونقادها وأولئك الذين يمتلكون أهلية مناسبة لهذه الدورات ما يمكننا من إعداد كوادر مؤهلة لتبني مشروع الانفتاح بين شعوب المنطقة ومنطق الأنسنة والتمدن.
6 ـ إقامة حلقات دراسية على هامش المهرجانات والعروض الموسمية تسبق احتفالات يوم المسرح العالمي ويكون من مهمات هذه الحلقات الدراسية تقويم النصوص المتنافسة. لكن الأبرز والأهم ما هي فلسفة تلك الأنشطة وما مساحة اشتغالها… (تفاصيل أخرى*)
7 ـ تطوير نظام المكافآت وتعزيزه باقتراحات مناسبة جديدة, بإضافة جوائز جديدة منها مثلا جائزة النقاد للأفضليات (أفضل نصّ، أفضل مخرج، أفضل ممثلة \ ممثل، أفضل معالجة لقضايا السلام، لقضايا التسامح، لثقافة التنوير…) والجائزة الأكاديمية التي يمكن أنْ تشرف عليها لجنة من أساتذة الآداب والفنون.
8 ـ إصدار دوريات بالمسرحية بخاصة مجلة شهرية تعنى بدراسات المتخصصين وبحوثهم والاهتمام في الوقت الحاضر بتعزيز النشر في الدوريات الأسبوعية واليومية من خلال توسيع الزوايا وتثبيتها والتنسيق بين المشرفين عليها وبرامج مجلات ورقية و\أو ألكترونية تتابع الحدث بما يلبي مهام المشروع.
9 ـ تعيين لجنة مساعدة للفرق المسرحية من كتّاب المسرحية ونقادها أو أنْ تهتم كل فرقة بأنْ يكون لها كاتبها وناقدها الدرامي الخاص بها. وهو أمر يجذب الفرق لمنجز يعمّد خطاب التنوير والأنسنة.
10 ـ تبادل ترجمة الدراسات المتعلقة بالمسرحية الشرق الأوسطية بخاصة والمسرحية العالمية بعامة إلى اللغة العربية والكوردية والسريانية والعبرية والأمازيغية وتوفير المصادر المهمة والدوريات المسرحية الموجودة في البلدان العربية أولا والبلدان الأخرى ثانيا.
11 ـ تشجيع تشكيل المنتديات المسرحية في البلدان والمحافظات ودعم الملتقيات المسرحية فيها لترشيح النصوص المتميزة في كل منطقة للتقديم في مسارح العاصمة من أي بلد..
12 ـ دعم الكتابة المسرحية المحلية بخاصة في محافظات البلدان إعلاميا وتقديمها للإذاعة والتلفزيون وتوجيه متابعة أكثر موضوعية (إعلاميا) لمسرحية المحافظات.
13 ـ توفير هوية لنقاد المسرحية والباحثين المتخصصين والفنانين تساعدهم على حضور (بروفات) وعروض المسرحية وعلى الحصول على المواد والنصوص التي يحتاجونها من مراكز الدراسات والبحوث والتوثيق المتعددة، وتكون هذه الهوية البحثية بديلا لنظام العلاقات الرسمية (الروتينية) وعقباتها الكثيرة.
14 ـ تشكيل هيأة أكاديمية قومية لمتابعة شؤون التخصص الأكاديمي وتطويره من خلال الحصول على عضوية هذه الهيأة، بعد تقديم نشاط بحثي مناسب في الاختصاص. وهذا الأمر يتعلق بتطوير الكادر العلمي المتخصص في الكليات والمعاهد مع التركيز برامجيا منهجيا على الخلفية التنويرية في الاشتغال ..
15 ـ تشكيل اتحاد المسرحيين وروابط الفنانين العاملين في المسرح كذلك روابط كتّاب المسرحية و (نقادها) المتخصصين على المستويات المحلية والقومية.. على أنْ يكون أساس برامج هذه الروابط هو الدفع بمسرحنا ومسرحيينا العراقيين إلى مستويات أرقى وأفضل. أشير هنا إلى الدعوة الموجهة بغية أخذ زمام المبادرة لتشكيل النواتات التحضيرية لهذه الروابط فورا.
16 ـ إقامة المهرجانات السنوية مثل الاحتفال بيوم المسرح العالمي, إقامة مهرجانات المحافظات, إقامة مهرجان المسرح السومري وإحياء (بيت أكيتو) نفسه، إقامة مهرجان العاصمة العالمي للمسرح التقليدي والتجريبي وغيرهما. بصفة متنقلة بين عواصم المنطقة ومنسقة بطريقة مبرمجة.. (تفاصيل أخرى*)
- تشكيل فرق مسرحية ودعم الموجودة لإنتاج الأعمال المسرحية المتخصصة بثقافة التسامح والسلام وأنسنة الحياة وتحديث منطقها للالتحاق بركب العصر بخاصة منها الفرق المسرحية التي تسجل للتلفزة ولنشر الفيديوات المناسبة للهدف الأسمى. (تفاصيل أخرى*) مع نشر تسجيلات الأعمال المسرحية المخصوصة بصورة مناسبة
قد يكون لتطبيق هذه المقترحات أثره في دعم المسرح في الشرق الأوسط وتطويره بما يرتقي به إلى مستويات النضج الفني العالي.
وأجد بشكل مبدئي بوصفي متخصصا بالدرس الأدبي المسرحي فرصة للدعوة لتطبيق عدد من هذه المقترحات في كليات ـ الآداب ـ مثل الحلقات الدراسية، والدورات التطويرية وغيرها من الاقتراحات الملائمة، وهذا الاقتراح يعدّ محاولة أو نواة طيبة لمواصلة العمل بهذه المقترحات.
ومن ناحية أخرى أجد أن تسجيل الرسائل والأطاريح المتخصصة بالدراما أمر ضروري اليوم بعد أنْ كانت تعترضه مواقف متزمتة بخاصة في أقسام اللغة العربية. وهناك فرص مؤاتية كثيرة في ظل تطلعنا لشرق أوسط جديد توفر إمكانات تطبيق هذا المشروع.
الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي
رئيس جامعة ابن رشد في هولندا
البرلمان الثقافي العراقي في المهجر
مستشار رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا